ولد سلطان الطرب بضيعة الكفرون في وادي النصارى في الجمهوريّه العربية السوريّه, في الثالث والعشرون من كانون الأول سنة 1961، والده وديع وسوف وأمه فرحه الصّدى... لديه اربع شقيقات هن: سوسن، نورما، نوال وميّاده.
وكان الاسم العائلة "وسوف" اول اسم لتمثال الله الذي كان في العصور االقديمه تقريبا في السنه1500قبل الميلاد.
ورث صوته الجميل عن والدته وروح الدعابه عن والده الذي عُرف عنه أنّه شاعر خفيف الروح...وتأثّر الصغير جورج بوالده كثيراً وهو في سن الرابعة, إذ علّمه المواويل التي قادته منذ صغره إلى الشهرة.
كانت إنطلاقته الفنيّه مع المواويل التي مهّدت له طريق النجاح, فحدث وأن غنى في حفله مدرسيّه موال كان قد حفظه عن والده يقول مطلعه:
سألتها من وين قالت من حاصبيّا
ولمّا غمزت إمها حاص بيّا
ولمّا جيتها بالليل حس بيّا
أتاري الملعون بعدو ما غفي...
ويقال أنه في تلك الحفله كان هناك بائع كاسيتات حمصي الذي إنتحز الفرصه وسجّل صوته وهو يغني للمرة الأولى على المسرح وكان بالمدرسة وعندما كان يغني ماما يا ماما وانا مسافر ونشره في كل مكان.. وهكذا كانت بداية هذا الفنان الذي لا زال يتمتع بصفات شبابيه... وقد استطاع أن يصل إلى قلوب الناس والحصول على لقب لم يحصل عليه آخر"سلطان الطرب"..
جورج وسوف أو كما يلقّب بالسّوري الصّغير بدأت شهرته منذ صغره وانتشر ليصل الى كل مكان,بفضل صوته الذي يطرب الآذان ...
عند بلوغه الرابعه عشره من عمره كانت شهرته في سوريا قد ملأت الآفاق من خلال موال حاصبيا,فترك المدرسه وسافر من حمص الى دمشق حتى يغني في مطعم الحديقه الخضراء كمطرب درجه ثانيه.
ولكن سرعان ما صدر أمر من نقابة الموسيقيين بمنعه من الغناء لأنّه دون الثامنه عشره من العمر.
ولمّا إحتج جورج على القرار قالوا له في النقابه : "إرجع إلى حضن إمك لسّاك ولد صغير."
لكن أحد المعجبين بصوته توسط له مع النقابه, فسمح له بالغناء بحجّة أن " الوسوف صوته أكبر من
عمره".
بعد أن اشتهر, بدأت العروض تنهال عليه في دمشق وهو في بدايه العقده الثانيه من عمره,
بينما كان في دمشق عرض عليه أن يسافر الى لبنان وهو لا يتجاوز السادسه عشر من عمره, فما
كان جوابه الا "موافق".
ويقال انه قال : " لقد نمت على الأرصفة من اجل فني".
بعد انتشار صيته في أرجاء لبنان انهالت عليه "طلبات" او "دعوات إحياء حفل" في المقاهي الليليه
والفنادق الضخمه .
فما كان من الفنان جورج يزبك الا أنه ضم الوسوف تحت جناحيه ليرعاه والمحافظه على "الصوت
المعجزه" ولقد قدم له ألحانا من ألحانه وكذلك الفنان وديع الصافي .
أولى حفلاته كانت في أحد فنادق عاليه الكبيرة. ثم أخذ ينتقل من كازينو إلى آخر ومن بلد إلى آخر, وقد
بلغت شدّة محبّة الناس له إذ تبعوه من حفل لآخر... وأطلق عليه لقب المطرب المعجزه أو "الطفل
المعجزة ".
في بداية احترافه غنّى للكبار مثل عبدالحليم حافظ أم كلثوم ووديع الصافي... مما ادى الى ميول الناس
إليه وعشق صوته. وبعدها انتشر أكثر فأكثر بفضل أغانيه الخاصه مثل: الحبايب, دقيت على الأبواب,
حلف القمر, بتعاتبني على كلمه...
وجميعها من تلحين كبار الموسيقيين من بليغ حمدي, زهير عيساوي, نور الملاّح, شاكر الموجي,
سيّد مكّاوي...
وجورج وسوف كما نعلم مطرب مميز ملتزم بالأصاله الموسيقيه الشرقيه, يراعي التوازن في أغانيه
ولا يهتم بكثرة الإنتاج, بل يفضل نجاح أغانيه ولو كانت أغنيه واحده في السنه..
وأكثر ما يميز جورج هو إحساسه العميق بما يغني, وانصهاره بالأنغام الموسيقيه وذوبان ملامحه في
معاني الغناء, ويبدو أن هذه هي أهم ركائز استحواذه على مشاعر جمهوره الواسع...
نشاط جورج وسوف الفنّي تجاوز حدود بلاده, وشهرته تبدأ من المحيط إلى الخليج... فقد أقام حفلات
في جميع أنحاء العالم العربي, أوروبا, أمريكا, كندا واستراليا... وفي عام 1985 غنّى سلطان الطرب
في مهرجان قرطاج في تونس أمام 15 الف من عشّاقه.. وقدم ريع الحفله للأعمال الخيريّه..
أمّا حياة الوسوف الشخصيّه فتضج بالمغامرات... تعرّف على زوجته شاليمار حين كان يحيي إحدى
الحفلات وكان عمره تقريبا 21 سنة ... فكانت نظره فابتسامه فسلام فكلام فموعد فلقاء.. واللقاء كان
في باريس, حيث تم الزواج المدني لأن أهل شاليمار لم يكونوا راضين... ولكن بعد ان تعرفوا عليه
عرفوا فيه قلبه من طيبة فأحبوه...... وفي أقوال أخرى لما طلبها رفضوه وفتزوجها من دون علمهم
"خطيفه".
وجورج وسوف أب لثلاثة أولاد: وديع, حاتم, وجورج جونيور , ومن هنا هو أبو وديع اللقب الأحب
على قلبه......
ولقد منع جورج أولاده الى الاتجاه الى الساحه الفنيه أو "مجال الفن" بقوله: سأكون حزين إن سلك
أحدهم هذا الطريق لأنه طريق صعب وشاق ...
بين الناس والمقاهي كانوا الناس يحاولوا أن يصفوا الوسوف بصفات تعبر عن حبهم له وعشقهم
للحنجرته منهم من يقول: "( الوسوف ماكينة لا تصدأ, عيارها ثقيل, ولزوجتها عالية, وصماماتها
كثيرة, وقوة الانطلاق بالحصان رهيبة) ... ومنهم من يقول: "( حنجرة لا تكل ولا تمل, خلقت من أجل
أن يغني بها هذا الولد فقط لا غير وأحبالها تتغير حالتها من وقت لأخر ولأسباب مناخية وربما عوامل
التعرية أيضا وأداءها راقي طوال هذه السنين عمرها لم تنطق الا بكلمات بها مزيج خاص من نكهة هذا
الرجل تضع مذاقا أخر للأغنية).
ومعروف عن السلطان أنه لا يحب أن يصور ما يسمى ب "الفيديو كليب" لأنه لا يحب التمثيل لأن
التمثيل يزيف شخصيته. وقد قال أن فيديو كليب لاغنيته "أنا اسف" هو "الفيديو الكليب" الوحيد يلي
يعترف به.
وفي عام 2000 تم إجراء عمليه جراحيه له هي الأولى من نوعها في العالم في فلوريدا بالولايات
المتحده... إذ أصيب بمرض في وركيه, ولكن الغريب في الموضوع أن هذا المرض لايصيب إلا
المتقدمين بالسن... ولكن والحمدلله فقد شفي من مرضه, وبعودته الى لبنان ففي المطار انتظره جمهور
كبير ليستقبله ويطمئن لصحته, ويشكر الله على سلامة أبو وديع....
وهذه صورته مع والدته عندما استقبلته في المطار بعد رجوعه من أمريكا
وفي أثناء سفره انطلقت إشاعه تقول انه توفى وعند رجوعه للبلاد سالما معافى أوقف كل الاشاعات
حول وفاته...
ولقد تفاجىء الوسوف عند رجوعه من الولايات المتحده بأغنيه تتعلق برجوعه معافى ..
وكانت بغناء واحد من كبار العاشقين للوسوفيات الشاب " زياد عسى "
وبعدها عاد الى مسارح أكبر المهرجانات العربيه, فاشترك في مهرجاني جرش وقرطاج 2001 ...
وكانت هاتين الحفلتين من أنجح الحفلات خلال هذه السنه..
وبعدها افتتح مربعا له في الكسليك بلبنان أسماه الوسوف كلوب الذي لقي نجاحا كبيرا خلال الموسم
الأول لافتتاحه...
أما آخر أعمال الوسوف شريط غنائي مميز (اتأخرت كتير) الذي جاء بعد سلف ودين والذي أحرز
أكبر عدد من المبيعات في الوطن العربي بحسب احصاءات روتانا ...
وما زال الوسوف يتقدم بفن جميل وراقي في زمن تراجع فيه الفن وغاب عنه المطربين.
وأخير في 23 ديسمبر عندما كان الوسوف في بيته في مسقط رأسه كفرون كانت المفاجأه تلقي
أبو وديع هديه عيد ميلاده من عشاقه حول العالم العربي والقائمين على موقعه والتي كانت عباره
عن رسائل من محبيه والهديه الكبيره كانت أغنيه اسمها "سلطان زمانك" التى تكفل بها القائمين
على موقع جورج وسوف الرسمي
www.wassoufclub.comوالتي كانت من كلمات "جوانا" وألحان "رانيا" وأداء "انور"
وعند تلقي ابو وديع هذه الهدايا تأثر بها كثير مما أدى الى ذرف دموع فرح على خديه ...
وقد عبر السلطان عن فرحه بقوله : "إذا كنتم بخير, أنا بكون بخير" مما يدل على انه لا يقدر العيش
من دون محبيه ....